• Police in Bahrain: a terrorist gang!
  •   شاهد بالفيديو : أصوات الشبكة تعري النظام البحريني
  •  والد الذبيح نعمة يكشف تفاصيل تصفية أبنه بالرصاص

0 القائد العام لقوة دفاع البحرين يجتمع مع رئيس اللجنة الملكية لتقصي الحقائق

الخميس، 22 سبتمبر 2011 التسميات:
 القائد العام لقوة دفاع البحرين يجتمع مع رئيس اللجنة الملكية لتقصي الحقائق  


اجتمع معالي المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين في مكتبه بالقيادة العامة صباح اليوم ، مع البروفيسور محمد شريف بسيوني رئيس اللجنة الملكية لتقصي الحقائق وعدد من أعضاء اللجنة.
وخلال الاجتماع رحب معالي القائد العام لقوة دفاع البحرين برئيس اللجنة الملكية البحرينية لتقصي الحقائق وأعضاء اللجنة، مشيداً معاليه بالدور الذي تقوم به اللجنة للتقصي عن الحقائق من خلال تعاون كافة أجهزة الدولة مع هذه اللجنة، متمنياً معاليه للجنة كل التوفيق والنجاح في أداء مهامها وعملها لما فيه خير ومنفعة كل المواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة، وصالح مسيرة التنمية والبناء لمملكتنا الغالية بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى حفظه الله ورعاه، كما تم بحث عدد من الموضوعات ذات الأهتمام المشترك.

حضر الاجتماع معالي الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة وزير الدولة لشئون الدفاع، ومعالي اللواء الركن الشيخ دعيج بن سلمان آل خليفة رئيس هيئة الأركان، وعدد من كبار ضباط قوة دفاع البحرين(بنا).
تابع القراءة

0 خالد بن حمد يحث الشباب البحريني على المشاركة في الانتخابات التكميلية باعتبارها واجبا وطنيا

التسميات:
خالد بن حمد يحث الشباب البحريني على المشاركة في الانتخابات التكميلية باعتبارها 
واجبا وطنيا

خرج من الزنازين التي يعذب فيها الشباب لينصحهم بتزيين صورة نظام الوالد "السفاح"

أكد سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الإتحاد الملكي للفروسية وسباقات القدرة على ضرورة المشاركة بفاعلية في الإنتخابات التكميلية لدعم مسيرة الإصلاح والتطوير الشامل، وإرساء قواعد الديموقراطية بما يكفل توفير الحياة الكريمة للمواطنين ، والإرتقاء بمقدرات الوطن في شتى المجالات ، فمسيرة الإصلاح في مملكة البحرين ماضية بكل عزم وثبات.

واشاد سموه باهتمام سمو الشيخ ناصر بن حمد ال خليفة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الاولمبية البحرينية ، وحث سموه الشباب البحريني للمشاركة في الإنتخابات بإعتبارها واجباً وطنياً لإنتخاب المترشح الذي يرونه أهلاً لتولي مسؤولية تمثيلهم وتحقيق آمالهم وطموحاتهم ، لدفع عجلة التنمية في البلاد والنهوض بمنجزات الوطن ومكتسباته ، وتعزيز النهج الإصلاحي الذي أكدت عليه قيادتنا الرشيدة وأكد عليه شعب البحرين كافة في حوار التوافق الوطني ، متطلعا سموه لغدٍ أفضل ومستقبل مشرق بإذن الله . واعرب سموه عن ثقته بالدور الذي يضطلع به المواطن البحريني الذي اصبح على درجة من الوعي من خلال مشاركته في هذا العرس الديمقراطي ، ليحقق تطلعاته وامنياته لكل ما فيه خير لمملكتنا الغالية وابناء شعبها الوفي الذي اثبت مدى حبه واخلاصه وولائه لوطنه ومليكه المفدى. واشار سموه الى ان المملكة حريصة على تهيئة وتأمين البيئة الملائمة التي تكفل للفرد ممارسة حريته التي كفلها الدستور، وقد تم وضع كافة الإجراءات الكفيلة بحماية الناخبين ، وتهيئة السبل الكفيلة لمباشرة حقهم السياسي في يسر وسهولة وأمان ، في هذا الانتخابات التي تجرى في جو من النزاهه والشفافيه متطلعاً سموه إلى أن يساهم المرشحون الفائزون مع زملائهم في مجلس النواب في تحقيق تطلعات المواطنين وتعزيز الدور السياسي والاقتصادي في مملكة البحرين، مشيداً بما حققه مجلس النواب منذ انطلاقته وسعي النواب إلى وضع التشريعات والقوانين التي تعزز مكانة البحرين (إعلام العدو).

تابع القراءة

0 فصول من المأساة المنسيّة في مملكة البحرين [2/3]

التسميات:

التهمة... شيعي وصهر معارض


فصول من المأساة المنسيّة في مملكة البحرين [2/3]
تبكي أحد ضحايا القتل والتعذيب جواد أحمد في المنامة أمس (حمد محمد ــ رويترز)

كانت الحملة الأمنية التي استهدفت المعارضة شاملة، ولم يسبق أن لامست هذا المستوى من الحدّة طوال عقود من الاحتجاجات، واتخذت طابعاً طائفياً، وبات كل شيعي على «اللائحة السوداء» للحكومة، والهدف إظهار أن الانتفاضة شيعية وليست وطنية
شهيرة سلّوم
كان ناصر الرضيع قد تعلم للتوّ أن ينطق «بابا» حين اعتقلوا والده. ومنذ ذلك الحين لم يعد ينطقها. لم ير غازي ابنه وهو يحبو، ولم يواكب خطواته الأولى، ولم يتحسّس نموّ أسنانه. ناصر، الذي يحمل اسم ابن الملك، احتفل بميلاده الأول، فيما يقبع أبوه في السجن منذ أكثر من 6 أشهر. الغريب أن غازي ليس معارضاً أو ناشطاً سياسياً. لم يشارك في الاحتجاجات أو يذهب إلى دوار اللؤلؤة، كل ما فعله كان كتابة جملة تدعو إلى الحرية في صفحته على «فايسبوك».

هو رجل أعمال معروف في البحرين وله علاقات مع شيوخ آل خليفة. كان يدعوهم لرعاية الأنشطة الخيرية التي كان يقيمها. يفكر بعقلية رجل الأعمال، ليس متديناً ولا يحب السياسية ولا يدعو إلى إسقاط النظام. فما الذي أودع غازي السجن إذاً؟ بالنسبة إلى النظام، لديه ما يكفي حتى يُزجّ في السجن. فهو شيعيٌ أولاً، وصهر سعيد الشهابي، أحد أبرز قادة المعارضة في الخارج، الذي رفض دعوة شخصية للملك للعودة إلى البلاد من دون تحقيق مطالب الشعب التاريخية في الإصلاح. حتى إن من اعتقلوه، تقول زوجته آلاء، أخبروه «نريد أن نحرق قلب عمّك عليك». هذه كانت تهم غازي.

تتحدث آلاء عن كيفية اختطاف زوجها واقتياده إلى السجن من قبل 8 رجال ملثمين بثياب مدنية داخل موقف للسيارات. وتقول إنها تلقّت الخبر على «تويتر»، حيث ينشط المخبرون. تشير إلى أن زوجها في ذاك اليوم تناول الغداء ولعب مع ناصر، ثم عاد إلى عمله.

وفي المركز الذي اعتقل فيه، كان غازي يعرف الأمنيين، وكان عمّه شرطياً في المركز نفسه. تقول آلاء إنه يعرف أيضاً، شخصياً، الجلاد الذي عذّبه. فهو لم يُعتقل فقط، بل نال نصيبه من التعذيب، شأنه شأن بقية المحتجين المعتقلين. فقد تعرض لتعذيب متواصل وضرب وحرمان من النوم. وُجّهت إليه تهم بالتجمهر وبثّ شائعات كاذبة. ويشير محضر الاتهام الى تلك الجملة التي كتبها على فايسبوك «الناس تطالب بالحرية»، قبل أن يُحكم عليه بالسجن 3 سنوات، وهو أقصى حكم ممكن لمثل هذه التهم. أشهر مضت على الحكم وترفض المحكمة العسكرية حتى قبول الاستئناف.
رغم ذلك، كان غازي دوماً متفائلاً، وفي كل زيارة يقول لزوجته «إن شاء الله نكون معاً في شهر رمضان». أتى شهر رمضان فقال لها «إن شاء الله في الفطر»، وهو الآن يأمل في عيد الأضحى. في المقابل، لم تُبد الأجهزة الأمنية أي رحمة تجاهه، ورفضوا طلبه لحضور جنازة ابنة خالته (25 عاماً).

وبما أن آلاء تحمل الجنسية البريطانية، سألها السفير البريطاني إن كانت تريد إخراج زوجها، فسيسعى لاستصدار عفو ملكي من أجله. وتتحدث آلاء عن مساعيها لفكّ «ضيقة» زوجها وما لقيته من رئيس لجنة تقصّي الحقائق شريف بسيوني، لتعطي بذلك عيّنة عن طريقة عمل لجنة تقصّي الحقائق وتوجّهات رئيسها. تقول إنها حضرت أول مؤتمر صحافي عقده بسيوني في المنامة، قبل مباشرة اللجنة عملها، وطلبت لقاءه. وعند ذهابها إلى اللقاء في الفندق الذي ينزل فيه، استقبلها محام يعمل في الديوان الملكي. وبعدها اجتمعت ببسيوني، وأول شيء قاله لها كان «أخبرت الملك أني سأراك، وأخبرني أنه التقى بوالدك في 2008 وطلب منه العودة، وحكموا عليه بالسجن المؤبّد». فاستغربت آلاء ما قاله، وكيف سمح لنفسه بأن يُطلع الملك على اللقاء. وعندها تساءلت عن حيادية عمل هذه اللجنة التي تتابع مع الملك أدقّ التفاصيل، وتقف على رأيه، وأجابته «لا أريد أن أناقش قضية والدي أو المعارضة، بل جئت من أجل زوجي». عندها سألها بسيوني عن قصة زوجها، وطلب من شخص أن يدوّن ما تقول، فاستغربت «أهي إفادة بأقوالي وأنتم لم تبدأوا العمل بعد»، فأجابها «أريد أن أرفع تقريراً بما يجري للملك».

تشير آلاء إلى أنها لمست دفاعاً من قبل بسيوني عن الملك، وقال لها إن «الملك لا يدري ماذا يجري في البلاد، ويريد أن يعرف كل التفاصيل والانتهاكات». وتتساءل «أيُعقل، كل هذا القمع والاعتقالات والملك لا يدري؟!». وتابع بسيوني «الملك لبق ولطيف»، فأجابته «عندما التقاه والدي قال عنه الكلام نفسه. نحن لا نتكلم عن خصال الأشخاص، بل عن الخيارات السياسية».

وتقول الشهابي إن مستوى خطاب بسيوني وصل إلى درجة أنه نفى كل ادّعاءات التعذيب، وقال إنه حاول التوسط بين الملك والشارع لحل الأزمة، متسائلةً «فهل عملك تقصّي الحقائق أو الوساطة؟». وتضيف بغضب «فليذهب إلى أبي ويتفاوض وياه، لماذا يتفاوض على زوجي». وتشير إلى أن بسيوني يحاول تقديم نفسه «كمنقذ» هنا.

ولاحظت أن تعذيب زوجها ازداد بعد لقائها بسيوني. عندها رفعت إليه رسالة تخبره أن وساطته كانت سبباً مباشراً في تعذيب غازي، ونقله من زنزانه جماعية إلى زنزانه أخرى برفقة سجين مدان بالقتل. لكنه رفض هذا الافتراض. وتبادلت الرسائل معه، وفي إحداها وعد بزيارة زوجها، لكنه لم يفعل. وتقول آلاء إن «بسيوني منبهر بالملك، ويحاول تصوير أن هناك أطرافاً أقوى من الملك في السلطة، يريد أن يبرّئ السلطة والقول إن الخلاف الحقيقي بين أفراد الأسرة الحاكمة، وليس بين السلطة والمعارضة».



المعارضة البحرينيّة تُصعّد: من «طوق الكرامة» إلى «يوم العودة»

بدأت المعارضة البحرينية، أمس، تنفيذ برنامجها الاحتجاجي التصعيدي الذي توعّدت به، ونجحت في عرقلة حركة المرور باتجاه العاصمة، مع أن الأمر لم يصل الى إنجاز هدف «طوق الكرامة» وهو محاصرة العاصمة عبر الزحف من القرى، ويتوقع أن يستمر التصعيد خلال اليومين المقبلين حتى يصل الى الذروة يوم السبت المقبل، موعد إجراء الانتخابات التكميلية. لكن الحكومة وسلطاتها الأمنية نفت حدوث أي عرقلة صباحاً للمرور، وقالت إن الأمور طبيعية، مع أنها نشرت دوريات مرورية مكثفة عند مفارق العاصمة، وقامت بتحويل السير.

وبحسب شهود، فإن محتجين نجحوا في عرقلة السير على الطرق الرئيسية المؤدية الى العاصمة. ولاحظت الناشطة السياسية المعارضة منيرة فخرو أنّ «التظاهرات الصباحية باتجاه العاصمة كانت سيّارة». لكن النائب السابق عن جمعية «الوفاق» المعارضة، مطر مطر، قال إن «هناك تجاوباً كبيراً مع الفعالية السلمية التي أطلق عليها تسمية طوق الكرامة». وأضاف «ليس نحن من دعا إليها، بل شبان من المعارضة على شبكة الإنترنت». وأشار الى أن هذه التحركات تأتي «احتجاجاً على استمرار الأسلوب الحكومي في التعامل مع كل الدعوات للإصلاح السياسي، وخصوصاً تنظيم الانتخابات الجزئية».

بدوره، أكّد الناشط الحقوقي نبيل رجب لـ«الأخبار» أنّ الاحتجاجات ستتصاعد يومي الجمعة والسبت في إطار ما أعلنه الحراك الشبابي المعارض «يوم العودة»، في إشارة الى العودة إلى دوار اللؤلؤة، مقرّ انتفاضة «14 شباط» الذي هدمته القوات الأمنية وأقامت مكانه إشارات ضوئية أطلقت عليها اسم تقاطع الفاروق.

وكانت أكبر جمعية معارضة «الوفاق» قد دعت الى مقاطعة الانتخابات التكميلية التي تجرى السبت في 24 أيلول، وإلى تصفير صناديق الاقتراع. وتُجرى الانتخابات لملء مقاعد 18 نائباً من «الوفاق» من أصل 40 في مجلس النواب، كانوا قد استقالوا احتجاجاً على الحملة الأمنية التي شنّتها السلطة ضدّ الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في 14 شباط.
في المقابل، عرض تلفزيون البحرين صوراً مباشرة لحركة السير في شوارع المملكة منذ ساعات الصباح الباكر. وبحسب وكالة أنباء البحرين، فإن الصور أظهرت «انسيابية الحركة وانخفاضها عن معدلاتها الاعتيادية اليومية، فيما شهدت المجمعات التجارية المنتشرة في المملكة حركة طبيعية، حيث يعم الأمن والأمان جميع أنحاء البلاد بفضل الجهود الكبيرة التي تبذلها الأجهزة الأمنية». ونقلت عن مدير إدارة الثقافة المرورية بالإدارة العامة للمرور، المقدم موسى الدوسري، قوله إن حركة المرور في شوارع المملكة بدأت طبيعية، باستثناء بعض الازدحامات الاعتيادية التي شهدها جسرا محافظة المحرق. وأشار إلى أن دوريات الإدارة العامة للمرور انتشرت منذ الخامسة صباحاً في كل الشوارع لتسهيل الحركة المرورية. وحوّلت الإدارة العامة للمرور الحركة المرورية من شارع خليفة بن سلمان الى شارع عيسى بن سلمان باتجاه المنامة، وبررت ذلك «لتخفيف الضغط المروري»، قبل أن تعود وتعلن «فتح شارع خليفة بن سلمان باتجاه المنامة مجدداً».

من جهة ثانية، أصدر الملك حمد بن عيسى، الذي توجه أمس الى نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، قانوناً يقضي بإنشاء صندوق وطني لتعويض المتضررين من الأحداث الأخيرة في البحرين. وحدد القانون أن الأشخاص المتضررين الذين يجوز لهم اللجوء الى الصندوق للحصول على تعويض هم «أي شخص أصيب بأضرار مادية أو معنوية أو جسدية بسبب قوات الأمن العام أو الموظفين العموميين أو أي فرد من أفراد قوات الأمن العام».

(الأخبار)
روابط ذات صلة 

بحرينيّات يروين مآسي انتفاضة «14 فبراير»


تابع القراءة

0 فصول من المأساة المنسيّة في مملكة البحرين [1/3]

التسميات:

حكايات التعذيب والقتل فتحت جرحاً لن يندمل


فصول من المأساة المنسيّة في مملكة البحرين [1/3]  

عاد الكثير من الشباب إلى منازلهم، «لكنهم صحوا فجر  على مجزرة


قد يظن النظام في البحرين أنّه مُحنّك ونجح في محاصرة انتفاضة الشعب عليه من خلال «القوة العمياء»؛ فالانتفاضة في النهاية لم تدفعه نحو التغيير، لكنّها خلّفت جرحاً عميقاً لدى مكوّن أساسي من شعبه لن يندمل بسهولة، ويحتاج إلى أكثر من إصلاحات لترميمه. يُجمع البحرينيون على أنّ ما جرى لم يشاهدوه خلال عقود من الاحتجاجات، إذ خلق قمع النظام شرخاً أهلياً وزرع حقداً طائفياً غريباً على المملكة الصغيرة. لم تكن صدفة حين وصف رئيس الحكومة التركية، رجب طيب أردوغان، ما جرى خلال قمع الانتفاضة بأنّه «كربلاء». تعرض «الأخبار» لمجموعة من القصص تعيد تسليط الضوء على المأساة المنسية لشعب المملكة، ولا سيما أن الأزمة مستمرة وهناك بوادر للانتفاض مجدداً
شهيرة سلّوم
لم يكن المرض يبدو على سعيد وهو يسرد مأساته ممدداً على سريره. بدا متحمساً ومؤمناً بقضيته، عارضاً لحقيقة الأزمة، مفنّداً أسبابها وتاريخها. كيف لا وهو ينتمي إلى جيل عاصر ثلاثة عقود من الاحتجاجات، في الثمانينيات والتسعينيات والانتفاضة الحالية. يعود بالذاكرة إلى الاحتجاجات السابقة ويقول إن انتفاضة البحرين لم تكن صدى للثورات العربية، بل هي جزء من معاناة تاريخية لأبناء البحرين. ويتحدث عن التجربة الأخيرة، مشيراً إلى أن كل شيء تغيّر بعد إعلان وليّ العهد أنه منفتح على الحوار على أساس النقاط السبع التي طرحتها المعارضة.


في هذه اللحظة أحسّ الشباب بالنصر. كان هناك تصفيق وتهليل عند دوار اللؤلؤة. وعاد الكثير من الشباب إلى منازلهم، «لكنهم صحوا فجر ذاك اليوم المشؤوم على مجزرة» (الفجر الذي هاجمت فيه القوات الأمنية الدوار وأخلته). ويتساءل «هل كانت خدعة؟ هل أرادوا بثّ الطمأنينة قبل أن يعصفونا بإجرامهم؟».
وبعدها بدأت الحملة الأمنية الشاملة وحُظرت التجمعات.


ويروي سعيد حادثة مؤلمة جرت أمامه في أحد أيام الاحتجاجات. كانت هناك أمٌ تبحث عن صديق ابنها «تصرخ بيننا وتقول هل رأيتم لي عبدو؟»، فأجابها أحدهم «أتقصدين ذاك الشاب الذي حمل الشهيد جواد إلى المستشفى»، وجواد هو ابنها. ويقول سعيد «ذهبنا نبحث عن عبدو، فوجدناه هو الآخر قد مات جرّاء إصابته برصاصة في بطنه بعدما أسعف صديقه».
أولى إصابات سعيد كانت رصاصة مطاطية في كتفه. حصل ذلك خلال الاحتفال بمولد أحد الأولياء. كان الناس يسيرون في الشارع احتفالاً بالمناسبة، فدخلت الشرطة إلى المنطقة لتفريقهم، مستخدمةً الرصاص المطاطي والقنابل الغازية، نُقل على أثرها إلى المستشفى للعلاج بمركز صحي، كانت قوات «درع الجزيرة» تحاصره. يقول سعيد إنه كان يجلس على كرسي نقّال حين أتى إليه عنصر من القوات وسأله عن عمله، فأجابه صديق بأنه معوق، لكن ردّ فعل الجندي كان قاسياً وضربه على رأسه.


عاد إلى المنزل وهو ينزف، فاستدعوا له طبيباً مصرياً لمعالجة الجرح. لكن هذا الطبيب ما لبث أن فُصل من عمله، بعدما فُضح أمر إسعافه للمتظاهرين. تعب سعيد، فجسمه الضعيف لا يحتمل كل هذا. فأُسعف إلى مستشفى السلمانية الذي تحوّل إلى مستشفى عسكري. أجرى له الطبيب فحوصاً فتبيّن أنه مصاب بخلل في الدم، وحالته تستوجب الدخول إلى المستشفى. رفض بداية بسبب خوفه مما شاهده حوله من عناصر أمنية ملثّمة، لكنه عاد وقبل.
مكث يومين، وفي فجر اليوم الثالث دخل عليه جندي بلباس قوة الدفاع. أيقظه وطلب منه أن يقف. هنا بدأ صوت سعيد يخفت شيئاً فشيئاً وهو يحدثنا، وتحول ذاك الشاب المتحمّس إلى شخص آخر، يأخذ بين الكلمة والكلمة نفساً. يتحدث بروية ويعصر يديه. يتابع قصته ويقول إن الأمني سأله إن كان شارك في الأحداث، لكن سعيد نفى، فدفعه بسلاحه، ووضع المسدس في رأسه، وسأله ألست خائفاً، وصار يصرخ ويهين «الخوف دفعني لأتبوّل في ثيابي» يقول سعيد. فتركه عندها الشرطي وذهب وهو يسخر منه.
انتقل الأمني إلى مصاب آخر في المستشفى. كان فتى لا يتجاوز 17 عاماً من العمر مصاباً بالسكّري. سأله إن شارك في الأحداث، ثم جرّه إلى خارج الغرفة وضربه، دخل بعدها الشاب في غيبوبة... ومات. تعب سعيد في المستشفى لم يعد يحتمل. كان أشبه بمعسكر، ولم يكن فيه أكل أو دواء كاف.


خرج سعيد لكن مرضه لم يمنعه من مواصلة الاحتجاج. يقول إن الجميع أُصيبوا بحالة هستيرية ولم يعودوا يخشون الموت. كانوا يخرجون إلى الشارع ويرمون بأنفسهم في الأماكن الخطرة. بعد فترة أصبحت الحكومة تتساهل مع المسيرات، وفي إحدى المرات خرج سعيد مع رفاقه في مسيرة على كرسيه النقّال يهتف ضدّ النظام، فتصدّت لهم الشرطة لتفريقهم، فأُصيب برصاص حي في رجله اليسرى وظهره. عالجوه في البيت، بسبب عسكرة المراكز الصحية. أخذ يصرخ «لماذا لم أمت»، وأمه تلطمه على فمه لتسكته «ألا يكفيني أنك مريض، أتريد أن تقتلني؟». يقول سعيد كان الجميع يصرخ
 «إنها كربلاء... فزنا ورب الكعبة».


«إنها كربلاء» هي الصرخة التي ردّدها كل ضحايا القمع في المملكة. ردّدها أيضاً طاهر، وهو يروي تجربته. طاهر، وهو ابن الناشط السياسي إبراهيم المدهون، تعرّض هو وإخوته الثلاثة للاعتقال والتعذيب لأشهر، وحُكم على اثنين منهم بالسجن 15 عشر عاماً.


كان الوالد ينقل صوت المعارضة إلى وسائل الإعلام الخارجية خلال الاحتجاجات. ووقت الهجوم على دوار اللؤلؤة، كان في رحلة عمل إلى بيروت. الغرض من الحملة الأمنية على العائلة كان الضغط عليه، لكنه ظل مناضلاً في منفاه الإجباري. يصف طاهر (17 عاماً) معاناته منذ أن اقتحمت القوات الأمنية البحرينية منزله وقادته مع إخوته الثلاثة حامد (25 عاماً) وخليل (23 عاماً)، إضافة إلى القاصر جهاد (15 عاماً)، إلى السجن واعتدت بالضرب والشتائم على أمه وزوجة أبيه، قائلاً «جيش بأكمله يقتحم المنزل، أسلحة مستنفرة للهجوم على شباب عزّل». ويضيف «عصبوا عيني بإحكام»، وانهالوا عليه ضرباً بعدما وجدوا هاتفاً له يحمل رسالة تهدّد أعمال الحكومة. ضربوه حتى سالت دماؤه، ويداه مقيّدتان إلى الخلف. يضيف «كان على يميني أحد المرتزقة سعودي اللهجة، سألني هل ذهبت إلى الدوار؟ فأجبته: نعم . فلكمني وقال: لماذا ذهبت إلى الدوار؟ للمتعة أم ماذا؟ ولكمني».


ويتحدث طاهر عن التحقيقات المتتالية من قبل مجنّسين. يقول «جاء المحقق الأردني وسألني، أقُلتَ بحرين حرة حرة يا مجنّس اطلع برّة... أجبته نعم. فضربني بالهوز»، قبل أن يسألوه عن اختطاف شرطي في محاوله لتدبير تهمة له ولإخوته ولأبناء خالته. أسبوعان من التعذيب المتواصل، بالكهرباء والضرب بالهوز والهراوات، ظل واقفاً خلالها مغمض العينين لأربعة أيام ومُنع عنه الأكل ليومين. يقول طاهر «كنت هائماً في ثلاث ظلمات، ظلمة العين المعصوبة، وظلمة ألم لَمْ أره من قبل، وظلمة شعب نشد الحرية»، ولم تدر أمه إن كان ميتاً أو حياً إلا بعد شهرين، لتبدأ بعدها المحاكمة.

تابع القراءة

0 بحرينيّات يروين مآسي انتفاضة «14 فبراير»

التسميات:

بحرينيّات يروين مآسي انتفاضة «14 فبراير»

فكانت تُسأل الفتاة «كم مرّة تمتعت في دوار اللؤلؤة؟»

تتسمّر فتيات بحرينيات في مجلس خاص ليروين حكايتهن وما تعرّضن له من إهانة خلال الانتفاضة، اللافت أنهنّ كنّ يضحكن بين حكاية مُوجِعة وأخرى، قبل أن ينتهين برسم تعبير حسرة على وطن فرّق الملوك بين أبنائه
شهيرة سلّوم

حكايات عديدة ستظل محور أحاديث البحرينيين لمدّة ليست بالقصيرة. سيروونها لضيوفهم وأولادهم، سيغلفونها بشيء من الفكاهة بما أنّ «شرّ البلية ما يُضحك».
 حكايات عن تظاهرات ودوار وقطع أرزاق وتحقيقات واعتقالات وشعارات، وعن سياسة تركيع وتجويع وتوقيف طلاب عن الدراسة وحرمانهم من البعثات وهجرة وطن؛ بما أنّ النظام البحريني كان الأكفأ في التصدّي لانتفاضتهم، مستغلاً العامل الطائفي أفضل استغلال، ومعتمداً على استراتيجية شاملة لإجهاضها، لم تكن الحملة الأمنية إلا أحد عناصرها.

تتحدث أمينة بحسرة عن اعتقال الفتيات خلال الانتفاضة، والذي جرى بطريقة لاإنسانية، بعض اللواتي خرجن من التحقيق قلن إن الأسئلة كانت مُهينة، فكانت تُسأل الفتاة «كم مرّة تمتعت في دوار اللؤلؤة؟» وإن كانت فتاة موظفة كانوا يعرضون عليها أسماء زملاء لها «ويسألونها بالاسم إن كانت تمتعت مع علي أو أحمد وكم مرّة، ويسألونها عن خيمة المتعة في الدوار، وبعدها يجبرونها على التوقيع على إفادة بأنّها قامت بذلك في الخيمة». وهنا تتدخل رفيقتها مريم لتقول إن «الهدف من ذلك كان التأكيد أنه كان هناك خيمة للمتعة في الدوار»، قبل أن تضحكا معاً من سخافة اتهام كهذا.

وتتطرّق أمينة بحسرة إلى فشل ابنتها في اختبار منح البعثات، تقول إن المقابلة كانت تجري عادة لمعرفة ميول الطلاب في التخصص، وتشير الى أنه على عكس ما نُشر في وسائل الإعلام عن أنّ هدف المقابلة كان توجيهياً وحسب حاجة سوق العمل، فإنّ طبيعة الأسئلة تدل على أنّ الهدف كان بعيداً عن ذلك. تزيد حماسة أمينة لشرح ما جرى مع ابنتها، قائلة إن «الاختبار بدأ من الساعة 8 صباحاً حتى الخامسة عصراً، واجه الطلاب خلاله 3 مراقبين طرحوا عليهم أسئلة يراد منها معرفة إن كان الطالب من الموالاة أو المعارضة».

 وتتابع «هناك عناصر عديدة لمعرفة توجهات الطلاب، أولاً اسمه الذي يدل على أي طائفة ينتمي، ثم سؤاله عن تعريف المواطنة، فإذا كانت الإجابة تتضمن الولاء للحاكم والقيادة الرشيدة يكون الطالب من الموالين، وإن كانت للوطن يُلمس عندها أنّ الطالب مع المعارضة، وأسئلة أخرى حول كيف تمثل وطنك في الخارج، وهل شاركت بأنشطة وطنية، بتجمع الفاتح أو اللؤلؤة». وتؤكّد أنّ معرفة ميول الطالب هي التي تحدّد نجاحه أو رسوبه في اختبار البعثات. تقاطعها رفيقة لها لتتحدث عن فصل الموظفين ووقف المعاشات، وخصوصاً في السلك التعليمي، وتلحظ وجود سياستين في المملكة يعيشها البحرينيون، سياسة الملك وسياسة رئيس الوزراء، فالملك يصدر قراراً بإعادة المفصولين عن العمل، لكنه لا ينفّذ، والسبب عرقلة جناح رئيس الحكومة.

تسرد مريم، وهي ناشطة مسؤولة في جمعية نسائية، حكايات كانت الغاية منها التجييش الطائفي، كالرسائل النصية الكاذبة التي كانت ترسل الى أهالي الرفاع وتقول لهم إن الشيعة يستعدون للهجوم، ورسائل مماثلة الى أهالي القرى الشيعية. وتشير الى حادثة جرت في مكان عملها، حيث أُصيبت امرأة أربعينية بنوبة، فأتت سيارة الإسعاف لكن السائق كان شيعياً، فرفض نقلها للعلاج فماتت المرأة. وتتساءل «كيف ستكون ردّة فعل السُنة من هذه الحادثة؟»، قبل أن تُضيف إن هذا لا يعني أنّ هذا السائق من المعارضة «فغالبية الذين يهدّدون الفتيات بالاغتصاب خلال الأحداث كانوا شيعة، وهذا يُراد منه تشويه صورة الشيعة».

تتحدث مريم عن سياسة تجويع وتركيع، وتقول إنّه ليس هناك بيت لم يتضرّر. وتضيف إنّ ما جرى انعكس في تصرفاتنا جميعاً، كباراً وصغاراً، «فكان الشرطي مثلاً يقول لطفل يسقط... فإن أكمل حمد، عندها يدفع الأب الثمن، لذلك بدأت الأمهات والجدّات تلقين الأطفال شعارات جديدة مثل يسقط مطر بدل حمد، والشعب يريد خليفة بن سلمان، خوفاً من زلّة لسان تُدخل الأب الى السجن». وتشير الى أن «التظاهرات أيضاً باتت لعبة الأطفال المفضلة يلعبونها في الساحات، ويختبئون إن رأوا شرطياً».

وتتابع الناشطة البحرينية سرد حالات التوتر والحزن وخيبة الأمل التي يعيشها البحرينيون جميعاً، سُنة وشيعة، وتشير الى حملات «مقاطعة الخونة» التي كان يروّج لها بعض المتشدّدين. وتقول إن المقاطعة الاقتصادية والاجتماعية تجري في الاتجاهين، لا في اتجاه واحد، فالسُنة قاطعوا المصالح الشيعية، وكذلك فعل الشيعة بالمثل. لكن مريم لا تغفل الإشارة الى أسباب فشل الانتفاضة، وتقول إنّ «المتظاهرين عاشوا النصر باكراً فصدّقوا أن النظام قد سقط، إضافة الى طرح شعارات استفزازية وتحويل دوار اللؤلؤة، مكان الاعتصام، الى حسينية ومضافات».
تابع القراءة
 
شبكة اللؤلؤة الإخبارية © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates